الجغرافية :
س.م.موسكو: تقع موريتانيا في غرب إفريقيا بين خطي عرض 15 و27 شمالا و بين خطي طول 5 و 17 غربا وتحتل مساحة تمتد على 1.030.700 كلم2 . تتوسط موريتانيا مالي والسنغال وشمالي افريقيا.
وفي الغرب يحدها المحيط الأطلسي و تمتد سواحلها من اندياكو إلى نواذيبو على طول مايقارب 800كلم تقريبا.
ويصل عدد سكان موريتانيا إلى حوالي 5 مليون ساكن و قد حباها الله بثروات لا يستهان بها، فبالإضافة إلى مناجم الحديد الخاضعة للاستغلال منذ قرابة 60 عاما و الثروة السمكية أصبحت موريتانيا اليوم دولة مصدرة للغاز.
ومن جهة أخرى، تنبئ مؤشرات وجود بعض المعادن الثمينة في مناطق عديدة منها عن غد أكثر إشراقا.
وفي الوقت الراهن يعمل الموريتانيون على انعتاقهم الاقتصادي و تعزيز وحدتهم الوطنية ويلعبون في نفس الوقت دورهم الجامع غير المفرق كما كان يفعل أجدادهم من قبل. وبالفعل و نتيجة لموقعهم الجغرافي كحلقة وصل بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، قام هؤلاء السكان منذ القرون الوسطى ويقومون حتى الآن بمهمتهم النبيلة كناشرين ودعاة للإسلام السمح النقي.
ووعيا منهم بدورهم كجسر للتواصل سعوا دائما إلى السلم و التفاهم وإلى التقارب بين الشعوب العربية وشعوب القارة السمراء.
الاقتصاد :
تمكنت موريتانيا من الدخول في القرن الواحد و العشرين بأمل و تفاؤل نتيجة للبرنامج الإصلاحي الشامل الذي بدأ تنفيذه و نتيجة كذلك للآفاق المستقبلية لاستغلال الثروات الباطنية و خاصة الغاز. يستند البناء الاقتصادي الموريتاني في الوقت الراهن على جملة من القطاعات منها استخراج المناجم و الصيد الصناعي و التجارة وقطاع الزراعة و التنمية . و بالفعل و منذ فترة طويلة، شكل استغلال حديد مناجم منطقة ازويرات إضافة إلى نحاس و ذهب اكجوجت و جبس اندرامشة المكونات الأساسية للتصدير. و في بداية الثمانينات بدأ استغلال الثروة السمكية التي أخذت أهميتها تتزايد إلى أن أصبحت الآن الثروة الأولى في البلاد. أما التجارة فتلعب دورا محوريا في الاقتصاد الوطني و هو أمر طبيعي في بلاد ذات تقاليد تجارية عريقة و معبر لقوافل تجارة القرون الوسطى بين إفريقيا الشمالية و إفريقيا جنوب الصحراء. فليس من الغريب إذن أن تجد الموريتانيين يتكيفون بنجاح، في سياق العولمة، مع قواعد التجارة الدولية و سيرها. و أما القطاع الزراعي و الرعوي و هو يمثل نسبة معتبرة من الناتج الداخلي الخام، فهو دعامة للاقتصاد لا تقل أهمية عن الدعامات الأخرى. لكنه لازال خاضعا لنزوات الظروف المناخية.
التاريخ :
بدأ الاستيطان البشري في موريتانيا منذ ستمائة ألف سنة و قد لعبت هذه البلاد نتيجة موقعها كحلقة وصل بين إفريقيا الشمالية و إفريقيا جنوب الصحراء دورا كبيرا في المبادلات التجارية عبر الصحراء وظهرت بها نتيجة لذلك مدن بالغة الثراء (تشيت، وولاتة، وشنقيط، ووادان) ارتبط تاريخها بحركة القوافل التجارية المارة بها أو الذاهبة منها أو إليها.
وإضافة إلى كونها في الأصل مدن تاريخية مثلت كغيرها من مدن البلاد بمحاظرها (التي كانت بمثابة جامعات متنقلة) وشيوخها وشعرائها (وقد سميت موريتانيا أرض المليون شاعر) منارات للإشعاع الحضاري والثقافي وهو ما أهلها لتصنف ضمن التراث الثقافي للإنسانية.
وبعد قرون من الهجرة النبوية توزعت مجموعات سكانية على فضاء غرب إفريقيا.
ومارست هذه المجموعات التجارة بين إفريقيا الشمالية و الإمارات الصحراوية آوداغوست و التكرور وغانا.
وفي القرن العاشر تجمعت حركة المرابطين كقبائل و أسست دولة قوية ضمت أقاليم ما يسمى موريتانيا الحالية إضافة إلى المغرب و جزء من الجزائر و كامل الأندلس، فيما وراء جبل طارق.
وفي نحو 1400 ميلادية بدأ توافد قبائل بني حسان العربية حيث بسطت نفوذها على البلاد مما أدى في مرحلة لاحقة إلى ظهور إمارات الترارزة و البراكنة و تكانت و آدرار.
وفي الحدود الجنوبية لتلك الإمارات، قامت كيانات مسلمة منظمة في كل من فوتا تورو و مملكة الوالو.
وفي عام 1855 كشف الفرنسيون عن نيتهم في احتلال البلد و هكذا تم إخضاع الترارزة و البراكنة و تكانت و آدرار و الحوض لتصبح موريتانيا سنة 1920 إحدى مستعمرات إفريقيا الغربية الفرنسية.
وقد واجه الاستعمار الفرنسي مقاومة عنيفة استمرت فترة من الزمن قبل حصول البلاد على استقلالها في 28 نوفمبر 1960، وكان أول رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية المرحوم المختار ولد داداه في وقت كانت فيه العاصمة نواكشوط التي وضع الحجر الأساسي لتأسيسها قبل ذلك بسنتين تخرج ببطء من الرمال.
في يونيو 2019 ، انتخب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ،كرئيس اجماع وطني وفي الشوط الأول من الانتخابات .